يا للرجال لداء لا دواء له *** وقائد ذي عمى يقتاد عميانا
الاستقرار والهدوء في العمل اياً كان نوع هذا العمل علامة ودليل على التخطيط الجيد والرؤية الواضحة للاهداف المرسومة ولاشك ان التذبذب والضجيج والصخب وكثرة القرارات والآراء هي دليل على عكس ذلك.نعم كما أشرنا سابقا وفي مواضيع أخرى أن حالة التناغم والانسجام والإستقرار التي تعيشها مكونات وداد الأمة تنغص صفو عيش العديد من مسيري بعض الأندية التي جعلت من كرة القدم وسيلة للرفع من مستواها الاقتصادي و إسمها التجاري،ولا شك أنهم يسخرون كل ما يملكون لزعزعة هذا الإستقرار من سلطة في كواليس الجامعة و مركزية التحكيم و إعلام فاسد ذو عين واحدة “مع الرابحة”…فلا طالما إنتظروا هذه المرحلة التي فقط تشهد تذبذب في مستوى أداء الفريق فنيا وليس حسابيا،مع العلم أن الفريق لم ينهزم إلا مرة واحدة بالطريقة المعروفة…
وحتى لا أخفي عنكم الحقيقة المرة كرة القدم في وطننا العزيز لها سيكولوجيا خاصة ذات ابعاد أخرى ليس لها علاقة بأسلوب التدريب او علم الإدارة المتعارف عليه … فالاحتراف عندنا يعني التوقيع بعقود تساوى مئات الملايين، والمدرب عندنا يعني انه ممنوع من الخسارة او التعادل،الإدارة عندنا تعني جلب اقوى اللاعبين وامهرهم والدفع إرضاء المحسوبين على الفريق ،والجمهور عندنا يعني هم مجموعة بيدها ان تضرب وتخرب وتكسر بدعوى انها تحب النادي.
لكن لما سخرت الأقدار لوداد الأمة جيلا من المسيرين والمحبين واللاعبين أرادوا أن تكون لهم الريادة في إخراج اللعبة من هذا النفق المظلم. بدءا وليس أولا من زمن المرحوم مكوار المرجعية في هذا الباب الذي وضع أطروحات ومناهج للانسلاخ من جلباب الهواية والشعبوية في كرة القدم وجعل الرياضة عامل تطور وتنمية بشرية لا أداة تفرقة وهدم للمجتمع وأفراده.كيف لا والملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني رحمة الله عليهما ترأست شرفيا وداد الأمة لعلمهما أنها وسيلة فعالة لنشر قيم المواطنة في المجتمع وليس فريق رياضي فقط. ونقول للجميع الشغب ليس وداديا لا حاضرا ولا ماضيا،الوداد نبراس للتضحية والوفاء والمقاومة والعمل الإجتماعي المفيد والروح الوطنية المسؤولة.
يا دعاة الخير أين كنتم عندما نعتت وداد الأمة بالصهيونية واللوطية في رسائل حملها خصومنا على العلن بدون رقيب ولا حسيب،أين كنتم عندما أقتلعت كراسي الملعب وأضرمت النيران.. وليس في كلامنا دليل على تبادل الشر بالشر ولكن ليعلم هذا من ذلك.والآن وقد أصدرتم أحكامكم،فقد برهنتم وبقوة أن أذناب الناقمين لازالت في جامعتكم الموقرة،نحن مع سلطة القانون لكن ليطبق على الجميع وليس بسياسة الكيل بمكيالين،نعم نحن نسجب تلك المقاطع التي يتعرض فيها الأمن للضرب وفي نفس الوقت لا يمكن قبول الإعتداءات بالضرب على ظهور الاطفال الأبرياء من طرف القواة المساعدة،فعندما يسحب رجل الأمن تذكرة الدخول من المشجع ليعاود بيعها،وعندما يحاصر الجمهور دون ماء ولا أكل طيلة النهار وعندما نرى أمواج بشرية تقفز للدخول بالمجان وأصحاب التذاكر مصيرهم “الهراوة” فماذا ننتظر!!!؟
لذلك وجب الإعتراف بأن المشكل مركب ولا يمكننا تجريم فئة على أخرى ولا يمكن البثة أن نكون نحن اكباش فداء.. ففقد الحرية يفقدنا المساواة، والمساواة تفقدنا العدالة، وضياع العدالة يجعل الظلم شخصاً مجسدا.. في الماضي كانّت تُمارس علينا سياسات التجهيل، والآن تمارس علينا سياسة تصديق كل الخداع الإعلامي.. النتيجة واحدة.
وبكل ثقة و كخلاصة، ولأننا فقط في إطار الرياضة والتنافس الشريف..سترون ردنا في أرضية الملعب انطلاقا من الدورة القادمة ،واللاعبين سينصفون الجماهير العاشقة ونحن سنقتني تذاكر المباريات المغلقة وسنشد الرحال خارج الديار،و لن تستطيعوا تشويه صورة وداد الأمة وجماهيرها والنصر لنا..
عاشت الوداد حصنا حصينا
Karim 1937